بسم الله الرحمن الرحيم
مسلسل
مذكرات أمير البحار الإسلامية خير الدين بربروس
رحمه الله تعالى
الحلقة الحادية و العشرون
خدمة الدولة شرف عظيم لنا
قامت قيامة الكفار في إسبانيا عندما بلغهم فتحنا لبجاية ، فغرقوا في بحر من الهموم والأحزان . أما ملك أسبانيا كارلوس فقد أصدر أوامره بوجوب تخليص بجاية ، وإنقاذ الأسرى من الأتراك في الحال . ومن ناحية أخرى فإن أهالي الجزائر رأوا أن الأتراك قادرين على قصم ظهر الإسبان . إضافة إلى أنهم مقيمون للعدل ويخشون الله .
عندما كنت مع أخي في مدينة جيجل ، وصلت وفود عديدة من المدن الجزائرية . كان أهمها وفد مدينة الجزائر التي كانت تمثل مركز البلاد . كان أهالي الجزائر يشكون من ظلم الإسبان ، ويرجون تدخلنا لإنقاذهــم . فخرج أخي أروج في 500 بحار متجها إلى مدينة الجزائر بعد أن خلَّفنني في جيجل .
عندما كان أخي أروج رئيس في طريقه لفتح الجزائر ، غادرت جيجل متجها إلى تونس التي كان سلطانها قد جاهر بعداوته لنا . غير أنه عندما رآني مقبلا في عشرة مراكب بحرية خشي على نفسه وسلطانه فتظاهر بثنائه علينا معتذرا عن تقصيره في حقنا . فقلت له :
- " ما منعك من تزويدنا بالبارود ؟ " . أجاب قائلا :
- " لم يكن لدي علم بحاجتكم إلى البارود ، ولم يخبرني مساعدي بذلك . وقد أمرت بضرب عنقــه لذلك " . أمر السلطان حقيقة بضرب عنق مساعده ، لكن ليس لأنه لم يخبره بحاجتنا إلى البارود ، بل لسبب آخر . لم أشأن أن أفضحه بذلك ، بل تظاهرت بأني قد انخدعت بقوله . تجولت مع السلطان على ظهر فَرَسَيْنا في مدينة تونس ، ثم عدت إلى المرسى .
كان معي أخي الكبير إسحاق رئيس ، ومصلح الدين رئيـس ، وكورد أوغلو رئيس ، ودلي محمد رئيس ، وغيرهم من مشاهير البحارة . أعطيت أوامري لرؤساء البحر بالتوجه إلى الغزو في شرق البحر المتوسط ونواحي قبرص والعودة إلى الجزائر . أما أنا فقد رجعت إلى الجزائر برفقة أخي إسحاق .
توجه الرياس إلى الشرق في سبع قطع بحرية . و في طريقهم صادفوا الأسطول الهمايوني مُبحِرا بين قبرص ومصر ، فكاد البحارة يجنون من شدة الفرح بذلك . لأن الأسطول التركي كان قد غطى مياه البحر . سارع مصلح الدين رئيس إلى الاقتراب من الأسطول ، ومثل بين يدي قبطان داريا جـعفر باي . فقال قبطان داريا :
- " ألا تعلمون أن السلطان موجود في مصر ؟ ما لذي منعكم من الاشتراك مع الأسطول الهمايــوني ؟ " .
كان مصلح الدين رجلا عاقلا . فأجابه بقوله :
" سيدي القبطان : معاذ الله أن نهمل خدمة السلطان . فنحن كما تعلمون في إقليم آخر ، ولم يكن لدينا علم بالذي تقولون . لو أنكم أرسلتم كلبا من كلابكم لإبلاغنا بخبركم لعجلنا المسير إليكم سامعين مطيعين دون تأخير . فخدمة الدولة شرف عظيم لنا " .
أُعجب قبطان داريا بمقالة مصلح الدين ، فهنأه على حسن جوابه قائلا :
- " لا فض الله فاك " .
تبع مصلح الدين الأسطول الهمايوني في سبع قطع بحرية ، ودخل معه ميناء الإسكندرية . في هذه الأثناء كان السلطان سليم معسكرا في القاهرة بعد أن أتم فتح مصر . وما إن بلغه وصول أسطوله إلى الإسكندرية حتى دخل الميناء ، وأمر بتفتيشه . احتفى السلطان بمحصلح الدين ، وأمده بعدد كبير من الجنود ومعدات الحرب . فأخذ مصلح الدين كل ذلك وعاد بها إلى الجزائر .
الحلقة القادمة : انتصار أروج رئيس ( يتبع ) ...
Orar de rugaciune
محمد المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين
Minunile şi versetele divine cosmice menţionate în Coran
عربي ...... Romana ...... English
Allah sau Dumnezeu ? Cuvantul dumezeu sub aspect lingvistic
Romana ........... عربي
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد
بن عمرو بن تميم الفراهيدي
الإمام العلامة القاضي
حفص بن غياث النخعي الكوفي