بسم الله الرحمن الرحيم
مسلسل
مذكرات أمير البحار الإسلامية خير الدين بربروس
رحمه الله تعالى
الحلقة الخامسة عشر
حبنا للبحر فوق كل حب
كنا نريد أن نقضي الشتاء في الجزيرة. قمنا بإكرام جميع أقاربنا من مال الغنائم ، وخصصنا أخانا الأكبر إسحاق بمقدار كبير من مال وذهب البندقية ، وحُزنا على دعائه المبارك . إلا أنه عندما رأى ذراع أخي أروج المبتورة حزن على ذلك حزنا شديدا .
أراد أخي أروج ذات مرة أن يتزوج ويستقر في ميديللي ، لكنه لم يلبث أن تخلى عن هذه الفكرة ، لأن حبه للبحر كان يفوق كل حب . بل لم يكن يعدل به أي شيء آخر .. وذات صباح قال لنا :
- " لقد رأيت في الليلة الماضية رؤيا صالحة . رأيت ذلك الشيخ ذا اللحية البيضاء الذي بشرني بالنجاة عندما كنت أسيرا في رودوس يقول لي : يا أروج توجه إلى الغرب .. إن الله قد كتب لك هناك كثيرا من الغزو ، والعِزِّ والشرف .." .
كانت السفن تصل إلى ميديللي . إذ كان القباطنة يشترون الأسرى لاستخدامهم في الجدف . قلت ذات يوم لهؤلاء القباطنة :
- " لدي 827 جدافا زائدا أبيعهم لكم ". وعلى هذا النحو بعت هؤلاء الجدافين للتجار القباطنة العثمانيـين . كان بعضهم يقدر ب: 500 ذهبا ، وبعضهم ب: 300 ، بينما كان بعضهم أقل من ذلك . دفعت الرسوم الجمركية المتعلقة بالأسرى الذين قمت ببيعهم ، وبعثت إلى رؤساء الميناء حقوقهم ، كما أني تبرعت للأوقاف الإسلامية .
وهكذا أنفقت نصف ما كسبته من النقود . وأما ما بقي منها فقد اقتسمته مع أخي أروج . لم نكن نحب الاحتفاظ بالمال ، ولذلك فقد أنفقنا جميع ما ربحناه على تجهيز سفننا بشكل جيد . والذي بقي قاسمناه بحارتـنا ؛ فكان نصيب كل منهم 90 نقدا ذهبيا ، وأما الرؤساء فقد أصاب كل منهم 195 .
لم يكن البحارة ينفقون على طعامهم وشرابهم من جيوبهم. فقد كانت لكل سفينة مطبخها الخاص . كما كان اللحم يقدم للبحارة مرتين في الأسبوع ، إلا أنهم كثيرا ما كانوا ينفقون على طعامهم من جيوبهم ، لأن الطعام الذي يقدم لهم في السفن لم يكن يروقهم كثيرا . عندما حل فصل الشتاء أذنت للبحارة بقضاء الشتاء بين أهليهم ممن كانوا يقيمون قريبا من الأناضول والروملي . أما من كان أهله في أماكن بعيدة فقد أمضى الشتاء معنا في ميديللي .
في هذا الشتاء طلبت من مصنع بناء السفن بميديللي إعداد ثلاث سفن . إحداها ذات 25 مجداف ، والأخريين ذات 24 مجداف . وهكذا صار لدينا بحلول الربيع عشر قطع بحرية . وبعد أن جهزنا سفننا الجديدة تجهيزا جيدا ، ركبت أنا إحدى السفن الجديدة بينما ركب أخي أورج في سفينة أخـرى .
عندما اقترب فصل الربيع بدأت أفواج الشباب الشجعان ممن كانت بلغتهم شهرتنا تصل من الأناضول والروملي إلى جزيرة ميديللي ، راجين قبولهم كبحارة معنا. فقبلنا من توسمنا فيه الشجاعة والإقدام منهم . قبَّلنا يد أخينا الأكبر إسحاق ، وودعنا أقاربنا وأحباءنا ثم ركبنا البحر في ساعة مباركة من ذلك الفصل .
الحلقة القادمة : الفقراء يترقبون طريقنا ( يتبع ) ...
Orar de rugaciune
محمد المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين
Minunile şi versetele divine cosmice menţionate în Coran
عربي ...... Romana ...... English
Allah sau Dumnezeu ? Cuvantul dumezeu sub aspect lingvistic
Romana ........... عربي
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد
بن عمرو بن تميم الفراهيدي
الإمام العلامة القاضي
حفص بن غياث النخعي الكوفي